قصص وعبر

Thursday, April 20, 2006

لمـــاذا قتـــل زوجــة أخيــه ؟؟



في ظهر أحد الأيام ورد بلاغ إلى غرفة العمليات بالدوريات الأمنية يفيد

بوجود حادثة قتل لأمرأة وطفلتين في أحد أحياء الرياض.

انتقل المحقق إلى مكان الحادث ووصل إلى مكان الجريمة

يدخل الشقة فإذا بجثة امرأة ملقاة على ممر الشقة الداخلي بها آثار لطعنة

في مؤخرة الرقبة وطعنة أخرى في الأذن

ثم ينتقل المحقق إلى الغرفة المجاورة ليشاهد مشهداً مؤلماً لطفلتين

تم قتلهم بنفس الطريقة التي قتلت بها الأم ، الأولى عمرها أربع سنوات

والثانية عمرها سنتان

بدأ المحقق بمعاينة المنزل لم يلاحظ أن المنزل قد سرق منه شيء

على الرغم من وجود بعض النقود والذهب في الغرفة الرئيسية

لاحظ المحقق أنه لايوجد أي منفذ إلى الشقة إلا الباب الخارجي

ولم يوجد على باب الشقة أي أثار تكسير

باجتماع هذه القرائن رجح المحقق أن الجاني شخص قريب أو معروف

لدى أهل المنزل, في البداية تم توجيه الإتهام إلى ثلاثة أشخاص الزوج

واثنان من إخوان الزوج كانا يترددان على المنزل باستمرار

تم التحقيق معهم وثبتت براءة الزوج بعد التأكد من مكان وجوده أثناء

وقوع الحادث وأيضاً تم إطلاق سراح الأخ الأول بعد أن أثبتت التحريات

أنه كان على رأس العمل أثناء وقوع الحادث

وبقي الأخ الثاني الذي تركزت حوله الشكوك

تبين أن هذا الشاب فاسد له سلوك منحرف يتعاطى الخمور عاطل عن العمل

ولم يستطع الشاب إثبات مكان وجوده أثناء الحادث من خلال التحريات

اتضح وجود خلاف قديم بين الشاب والقتيلة

وكان سبب الخلاف عندما أصيبت القتيلة بالمرض قبل سنوات

واحتاجت إلى نقل دم تقدم الشاب إلى التبرع لها لكنها رفضت وأخبرت

زوجها أنها لا تريد من دم أخيه شئ

قالت: لأن دمه فاسد بسبب إدمانه وشربه للخمور

فتولد بسبب الموقف نوع من الحقد في قلب هذا الشاب على زوجة أخيه

وبعد أيام من التحقيق اعترف الشاب بالجريمة البشعة

يقــــــــول الشـــــــــاب

كنت أتردد باستمرار على منزل أخي وإذا دخلت المنزل في الفترة الصباحية

وكان الأخ بالعمل كانت زوجته تحضر لي طعام الإفطار وقد تجلس معي

في يوم الحادث دخلت المنزل على زوجة أخى

فزين لي الشيطان الفعل القبيح, راودتها عن نفسها فامتنعت

بدأت ألا حقها داخل الشقة وهي ترفض بشدة

اشتد الموقف وفي لحظات دخلت المطبخ وأخذت السكين وطعنتها بها حتى ماتت

وبسبب الصياح والصراخ إستيقظت إحدى الطفلتين على هذا المشهد

ورأتني وأنا أقتل أمها, خفت من انكشاف أمري فقتلت الطفلة بسكين

استيقظت الطفلة الأخرى فألحقتها بإختها ثم هربت من المنزل .

فانظر إلى عاقبة الذنوب ... وإدمان الخمور

والغفلة عن الآخرة ... فإلى الله المشتكى

من شريط من ملفات التحقيق للرائد سامي الحمود


Wednesday, April 19, 2006

نــــــــــــدم



بسم الله الرحمن الرحيم

انا فتاه خليجيه من عائله محترمه ومتدينه ابلغ من العمر 23 سنه

هذه القصه التي سوف أرويها حدثت لي قبل 4 سنوات من الأن.

كان عمري ذلك الوقت 19 سنه

ولقد كانت اول سنه لي في الجامعه

في يوم من الأيام رن هاتفي الجوال , ولكني لم أكترث , ولكن هذا الرقم أخذ يتصل

اكثر من مره في اليوم, فتسائلت من صاحب هذا الرقم

وبالفعل اتصلت بالرقم , فوجدت ان من يرد علي شاب فأغلقت الخط.

ولكنه عاود الأتصال بي مره ومره ومره

إلى ان اصبحت انتظر اتصاله لي بفارغ الصبر.

في البدايه كانت علاقتنا صداقه لا أكثر

ولكن تقريبا بعد 6 أشهر طلب أن يراني ويتعرف علي أكثر وأكثر وعن قرب

كنت خائفه, فلقد كانت هذه اول مره اتواعد مع شاب للخروج.

بعد تفكير طويل وافقت على طلبه

ولكني طلبت منه ان لا أخرج معه لوحدنا بل سوف اخرج مع اختي

وبنت خالي وهما لا يعرفنا بالموضوع

وبالفعل خرجت مع اختي وبنت خالتي إلى مطعم لتناول العشاء

واتفقت معه على ان اراه هناك ولكن من بعيد حتى لا يحس

او يشعر أي أحد بالموضوع

كانت اول مره اراه فيها وآخر مره.

وبعد هذا اليوم تطورت علاقتي معه

اصبح يتصل بي دائما ويسأل عني , وانا كذلك أصبحت اشعر باحتياجي له .

كنت انا اكبر منه بسنتين , لقد كان عمري 19 اما هو فلقد كان عمره 17 سنه

لكن فارق السن لم يكن يهمني ولا يهمه, كما كان يزعم.

تطــــورت علاقنــــتا الــــــــى الحــــــــب

وطلب مني ان يتقدم لخطبتي بعد ان يصبح عمره 20 سنه

والزواج بعد ان يصبح عمره 24 سنه .

بصراحه كنت احبه حب كبير جداً فوافقت على طلبه.

كنا نشاجر كثيراً ولأتفه الأسباب

في يوم من الأيام أرسل لي رساله جوال وقال فيها :

انا اعلم ان هذا الموضوع محرج ولكني اريد ان اعرف

اذا كانت زوجة المستقبل, لديها فكره عن كيف يحدث

الجنس او المعاشره الزوجيه؟

جاوبته بصراحه بأن المعلومات ألتي أعرفها قليله

على الرغم من أن عمري 19 سنه, والله لم أكذب في ردي عليه.

أخذ يدخل في رأسي هذا الموضوع , بأن من الضروري أن أعرف

عن الجنس كل شي وخاصه قبل الزواج وأني اصبحت الأن كبيره.

وقـــــــــال لــــــــــــي :

انا زوجك في المستقبل ولا أريد اي احد كان ان يشرح لك او يخبرك

عن الجنس غيري وبأني مستعد ان اخبرك في الخطوبه .

قلت له: ان شاءالله في الخطوبه سوف تقوم بتزويدي بكل ما ينقصني

من معلومات

بعد اسبوع , عاد التكلم عن نفس الموضوع من جديد اقصد الجنس

وقال لي , ان من مصلحتي انا كزوجه له ان اعرف الأن عن الجنس

وبأنه أصبح يخاف علي من اي شخص يدخل في رأسي معلومات خطأ

اخذ يلح ويلح عن الموضوع

ألى ان جا ءاليوم الذي وافقت على طلبه

بأن يشرح لي كل شي عن الجنس, طلب من ان اختار ايهما انسب وافضل لي

هل عن طريق الهاتف او الرسائل, فقلت له عن طريق رسائل الجوال

واخذ يرسل لي طريقه الجنس بين الزوج والزوجه عن طريق الرسائل

واحيانا يطلب مني أن اصف له جسمي .

وفي مره من المرات ارسل لي رسالة جوال في منصف الليل

وكان مضمون الرساله, ماذا تفعلين الأن؟

انا محتاج لك الأن كثيراً , ليتك الأن بقربي لكي انام

معك على السرير وووووو

بصراحه لا استطيع ان اكمل الباقي من الرساله

في البدايه كنت سعيده بالمعومات ألتي اخبرني اياها وذلك لاني

كنت اجهل هذا المواضيع

بعد ذلك شعرت بالذنب وقلت له بأن لا يكلمني بعد اليوم عن الجنس

في ذلك الوقت قام بالتصدد عني وعدم مبالاته بمكالماتي

إلى ان جاء اليوم الذي قالت لي امي بأن جارتنا

تلمح بطلب خطبتي لأبنها, ذهبت مسرعه إلى الهاتف

وقلت له بأن يوجد شاب يريد الزواج مني, ماذا أعمل؟؟

فـــــــــرد علــــــــي قائــــــــلاً :

اذا كان مناسب لك فتزوجيه, فأنا لا أريد انا اقف في طريقك وانتي تعرفين

بأني ما زلت ادرس في المدرسه

قلت له بأني احبه ولا أريد الزواج من غيره

قـــــــــــال لــــــــــي :

انتي تعرفين بأني اصغر منك , وتستحقين شخص احسن مني

فأنا لا اريد أن اجعلك تنتظرين كل هذه السنوات وفي الأخير لا يحصل نصيب

او ربما تحصل بيننا مشكله او اهلي او اهلك لا يوافقون وووووو

اغلقت الهاتف وانا ابكي ندم وحسره على حبي الذي تخلى عني

وعلى السيئات ألتي جنيتها من الوقت الذي تعرفت فيها عليه

ابكي وابكي, ولكن لم أكن أعرف هل هي دموع الندم والتوبه او دموع الفراق

انا الأن عمري 23 سنه تخرجت من الجامعه والحمد لله .

ولكن دائما يراودني خوف داخلي وعميق , فكيف استطيع في يوم من الأيام

أن اتزوج من شخص ما وكنت أعرف شخص غيره في السابق

وجرى بيننا احاديث كثيره والتي لا ينبغي

أن نتكلم عنها ونحن لم نكن متزوجين.

كل ما أريده من الدنيا هو أن يغفر الله لي

Sunday, April 16, 2006

قصة مؤثرة جدااا عن سوء الخاتمة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اقدم لكم هذه القصة لتكون عبرة وعظة لمن لم يعتبر ((فاعتبروا يا أولي

الأبصار))


هذه قصة مؤلمة ذكرها الشيخ أحمد القحطاني في محاضرة له :


يقول الراوي الذي نقل عنه الشيخ :


صحبنا على ظهر سفينه نجول بها حول البلدان طلبا للرزق شاب صالح ، نقى السريرة طيب الخلق ، كنا نرى

التقى يلوح في قسمات وجهه ، والنور والبشر يرتسمان على محياه ، لا تراه الا متوضئا مصليا ، أو ناصحا

مرشدا



ان حانت الصلاة أذن لنا وصلى بنا ، فان تخلف أحد عنها أو تأخر عاتبه وأرشده ، وكان معنا على هذه النصيحة

السجية طيلة أسفارنا .


وألقى بنا البحر الى جزيرة من جزر الهند فنزلنا اليها وكان مما تعود عليه البحارة أن يستقوا أياما يرتاحون فيها

، ويتجمعون بعد عناء السفر الطويل يتجولون في أسواق المدينة ليشتروا أغرب ما يجدون فيها لأهلهم

وأبنائهم ثم يرجعون الى السفينة في الليل ، وكان منهم نفر ممن وقع في الضلال ، يتيمم أماكن اللهو

والهوى ومحال الفجور والبغاء ، وكان ذلك الشاب الصالح لا ينزل من السفينة أبدا ، بل يقضي هذه الايام يصلح

في السفينة ما احتاج منها الى اصلاح ، فيفتل الحبال ويلفها ، ويقدم الأخشاب ويشدها ويشتغل بالذكر

والقراءة والصلاة وقته ذاك.


قال الراوي : وعينه ترقرق بالدموع وتنحدر على لحيته : وفي احدى السفرات وبينما كان الشاب منشغلا

بأعماله تلك اذا بصاحب له في السفينة ممن أتبع نفسه هواها وانشغل بطالح الأمور عن صالحها ، وبسافل

الأخلاق عن عاليها يهامسه ويقول :


صاحبي ، لم أنت جالس في السفينة لا تفارقها؟ لم لا تنزل حتى ترى دنيا غير دنياك ؟ ترى ما يشرح الخاطر

ويؤنس النفس! أنا لم أقل لك تعال الى أماكن البغاء وسخط الله ، ولا الى البارات وغضب الله ، هيهات يا

صاحبي ، لكن تعال : فانظر الى ملاعب الثعابين كيف يتلاعب بها ولا يخافها ، والى راكب الفيل كيف يجعل من

خرطومه له سلما ثم يصعد برجليه ويديه حتى يقيمه على رجل واحدة ، وآه لو رأيت من يمشي على

المسامير أنى له الصبر ، ومن يلقم الجمر كأنما هو تمر ، ومن يشرب ماء البحر فيسيغه كما يسيغ الماء

الفرات ، يا أخي انزل وانظر الناس ! فتحركت نفس الشاب شوقا لما سمع ، فقال:


وهل في هذه الدنيا ما تقول.


قال صاحب السوء : نعم ، وفي هذه الجزيرة . فانزل ، تر ما يسرك ، ونزل الشاب الصالح مع صاحبه ، وتجولا

في أسواق المدينة وشوارعها حتى دخل به الى طرق صغيرة ضيقة ، فانتها بهما الطريق الى بيت صغير

فدخل الرجل البيت وطلب من الشاب أن ينتظره وقال : سآتيك بعد قليل ولكن ! اياك اياك أن تقترب من الدار .

جلس الشاب بعيدا عن الباب يقطع الوقت قراءة وذكرا . وفجأة ! اذا به يسمع قهقهة عالية ، ليفتح الباب

وتخرج منه امرأة قد خلعت جلباب الحياء والمروءة.


أواه !! انه الباب نفسه الذي دخل فيه الرجل .


تحركت نفس الشاب فدنا من الباب ويضع سمعه لما يدور في البيت ، اذا به يسمع صيحة أخرى ، فنظر من

شق الباب ويتبع النظرة أختها لتتواصل النظرات منه وتتوالى وهو يرى شيئا لم يألفه ولم يره من قبل ، ثم

رجع الى مكانه ولما خرج صاحبه بادره الشاب مستنكرا : ما هذا؟! ويحك! هذا أمر يغضب الله ولا يرضيه ،

فقال الرجل : اسكت يا اعمى يا مغفل ، هذا أمر لا يعنيك.


قال الراوي : ورجعنا الى السفينة وفي ساعة متأخرة من الليل ، وبقي الشاب ساهرا ليلته تلك . مشتغل

الفكر فيما رآه ، قد استحكم سهم الشيطان من قلبه ، وامتلكت النظرة زمام فؤاده ، فما ان بزغ الفجر وأصبح

الصباح حتى كان أول نازل من السفينة وما في باله الا ان ينظر فقط , ولا شئ غير أن ينظر ، وذهب الى ذلك

المكان ، فما ان نظر نظرته الاولى واتبعها الثانية ، حتى فتح الباب وقضى اليوم كله هناك واليوم الذي بعده

كذلك فافتقده ربان السفينة وسأل عنه :


أين المؤذن؟ أين امامنا في الصلاة؟ أين ذلك الشاب الصالح ، فلم يجبه من البحارة أحد ، فأمرهم أن يتفرقوا

للبحث عنه فوصل الى علم الربان ممن ذهب به الى ذلك المكان فأحضره وزجره وقال له :


ألا تتقي الله ألا تخشى عقابه ، عجل اذهب فأحضره ، فذهب اليه مرة بعد مرة لكن دون جدوى فلم يستطع

احضاره لأنه كان يرفض ويأبى الرجوع معهم ، فلم يكن من قائد السفينة الا أن أمر عدة من الرجال أن

يحضروه قسرا، فسحبوه بالقوة وحملوه الى السفينة.


قال الراوي : وأبحرت السفينة راجعة الى البلاد ومضى البحارة الى أعمالهم وأخذ ذلك الشاب فى زاوية من

السفينة يبكي ويئن حتى لتكاد نياط قلبه أن تتقطع من شدة البكاء ، ويقدمون له الطعام ولا يأكل ، وبقي

على حاله البائسة هذه بضعة أيام ، وفي ليلة من الليالي ازداد بكاؤه ونحيبه ولم يستطع أحد من أهل

السفينة أن ينام فجاءه ربان السفينة وقال له :


يا هذا اتق الله ماذا أصابك لقد أقلقنا أنينك فما نستطيع أن ننام ، ويحك ما الذي بدل حالك؟ ويلك ما الذي

دهاك؟ فرد عليه الشاب وهو يتحسر : دعني فانك لا تدري ما الذي أصابني ؟ فقال الربان : وما الذي أصابك ؟

عند ذلك كشف الشاب عن عورته واذا الدود يتساقط من سوأته ، فانزعج ربان السفينة


وارتعش لما رأى وقال : أعوذ بالله من هذا ، وقام عنه الربان وقبيل الفجر قام أهل السفينة على صيحة

مدوية أيقظتهم وذهبوا الى مصدرها فوجدو ذلك الشاب قد مات وهو ممسك خشبة السفينة بأسنانه ،

استرجع القوم وسألوا الله حسن الختام ، وبقيت قصة هذا الشاب عبرة لمن يعتبر. ولا حول ولا قوة الا بالله.


قصه جميله وتجعلك لاتملك دموع


الله اعلم بنسبتها للشيخ خالد الراشد

ولكن القصه جميله وتجعلك لاتملك دموعك وانت تقرأها

اللهم ارزقنا التوبه والثبات على الدين حتى الممات آمين

انا بنفسي سمعت القصة بشريط

هذه ثالث مرة أقرأها ولا أستطيع أن أتمالك نفسي بالبكاء

القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراها بتمعن

أقرأوها وتمعنوا فيها... أثابكم الله وقد ذكرها الشيخ خالد الراشد كثيرا...

ويُقال انها قصته الشخصية:

لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة ..

بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات..

كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة...

كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون

أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد..

بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه..

أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي..

صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني

.

أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق...

والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول..

وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق

عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري..

كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟

قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع

كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً ..

الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..

سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي..

كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي.. خاصة أنّها في شهرها التاسع .

حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة.. جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال..

كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها.. فانتظرت طويلاً حتى تعبت..

فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني

بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً..

أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على

ولادة زوجتي.

صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.

قالوا، أولاً راجع الطبيبة

..

دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار ..

ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر

خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي

دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.

سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول..

ثم تذكرت زوجتي وولدي ..

فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..

لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف

عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..

خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً.

اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها.

كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني

لم أستطع أن أحبّه !

كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي..

فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً

.

مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي.

في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..

لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي

الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته.

كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس

الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء ..

عمل ونوم وطعام وسهر.

في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي.

كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل

فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة!

إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت

لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه

وأنا في الغرفة. التفت ... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟!

حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه

الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!!

وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ...

كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه ..

بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض.

أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد.

ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر..

ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.. فبكى.

أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه.

وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..

قال: نعم ..

نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم

إلى المسجد؟

قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..

قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..

دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي

وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب...

أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك.

لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر

فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين

إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..

بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!!

كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره.

ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف.

أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها.

أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ...

وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!!

خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي...

قرأت وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ...

فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ...

خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...

لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !!

ضممته إلى صدري...

نظرت إليه.

قلت في نفسي...

لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار

عدنا إلى المنزل.

كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت

أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..

من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء ..

وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد.

ذقت طعم الإيمان معهم.

عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا.

لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر.

ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر.

رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس.

أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل

من عيون زوجتي.

الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم.

من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه.

ذات يوم ...

قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة.

تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض...

لكن حدث العكس !

فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها

فسقاً وفجوراً.

توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً...

تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت

لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ...

آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته...

هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت.

إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.

كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً

إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..

قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت...

أخيراً عدت إلى المنزل.

طرقت الباب.

تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره.

حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا ..

لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.

استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..

أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح.

تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟

قالت: لا شيء .

فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟

خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها...

صرخت بها ... سالم! أين سالم ..؟

لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول

بلغته: بابا ... ثالم لاح الجنّة ... عند الله...

لم تتحمل زوجتي الموقف.

أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة.

عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده ..

إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله

إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله